الأربعاء ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
إيفان غولوبنيتشي
بقلم
لماذا إذن إلى الصباح تقرع الأجراس؟
ترجمة د. إبراهيم إستنبولي
إيفان غولوبنيتشي – شاعر، عضواتحاد الكتاب الروس – فرع موسكو، رئيس تحرير جريدة " الأديب الروسي ". ولد في موسكوعام 1966 ودرس في معهد غوركي للآداب على يد يوري كوزنيتسوف. ناشط في الحزب الشيوعي الروسي ويشغل مركزاً قيادياً فيه. صدرت له عدة مجوعات شعرية منها:
– " الملاك الحزين " 1993،
– " الدمغة أوالوصمة " 1998،
– " أشعار " 2002.
– ترجمت أشعاره إلى عدة لغات.
1الملاك الشجيعلى الأردية الرمادية – غبار الطريق.وفي الراحتين – بقايا الهبات.في الآمال الكالحة – حكاية جهنميةولهيب الحرائق الآتية.في العينين المنطفئتين – انهيار الوهموبراعم أحلام عذرية.هباء خامد لعوالم محروقةوبحر من القنوط القاتل.على طريق النجوم نحن سنلتقي من جديد –ألا تتقاطع الدروب في مكان ما؟ -وإذا ما كان بيننا هوالحب،فسامحيني، يا عزيزتي، سامحيني...II" لم تعد روسيا موجودة.لقد أحرقتْ نفسها... "مكسيميليان فولوشينأزمان صعبة. في العيون كآبةفوق المدى المظلم جرس مُتْعَبٌيسبح – ويتيه فجأة في العتمة،كما لوأن القلب توقف عن الخفقان.ماذا، يا روسياي؟ هل هذه أنتِ التيرحتِ تأنّين في عتمة الزمن بصمت؟لكن لا بأس! – مرة أخرى ومن علوٍسينير الروحَ نداءُ الفرح.أوه، أيها النداء الآخر بنقاء ليس أرضياً،كما الفضيلة الفواحة للصلاة!الشرق يتلألأ – إنه الذهب مسكوباً،وفي اللّهَب تلمعُ الصلبان... أنتَ تقولُ – هي أحرقت نفسها؟لماذا إذن إلى الصباح تقرع الأجراس؟IIماذا، يا وطني؟.. كحلم ٍ مريض.وحيداً أقف في شارع مظلم.فقدتُ الحبَّ وأحرقتُ الروح،عشائي مُرٌّ وبيتي كئيب.أنا لا أتهم الحبَّ، ولا الوطن،أبداً - أنا الذي أضعتُ الطريق.ببساطة أنا أردتُ الكثيرَ الكثير،ولذلك بقيت بلا أمل.وعلى أطلال بلادي المحترقة،مُضْحِكَةٌ هي معاناتي وسخيفة.أعرفُ، ليس بمقدوري أن اقهرالليلَ الحالك، ليلَ التفرقة.IIIرائحة ُ وردٍ فواحة، كؤوسٌ على المائدةْ،نجمٌ باردٌ في العتمةِ يُضيء،كلامٌ فارغٌ واعترافاتٍ ملتهبةْ،عشبٌ يَنْبُتُ من القبور العزيزة،نظرة هادئة للقمر كما لوعتاب صامت،وحزنٌ متسام ٍ للروح الإلهية...هكذا الحياةُ تُعاش، ويُشْرَبُ الخمرُ،لن تعيدَ ما قد ماتَ مِنْ زمن ٍ بعيدْ،فلا تُضعْ ما اكتسبتَ من جديدْ،أن تَنْظُرَ عبثاً عبر النافذةِ في المساء،أَحْبب الأصدقاء، اغفر للأعداء،وقدّم القرابين للآلهة المضحكة.IVالمرايا باهتةٌ اليومَ بشكل عجيب،الصورُ تنظرُ بسخرية من الجدران،كما لوأن الغبار على الأشياء أكثر،والعتمةُ خلف النافذة – أطول.وقلق مع دفء البيت، هوأيضاً مثير -ساعة الحائط وقد اختنقت بدقاتها...وشمعة، وهي تشتعل، راحت تغرقفي دموعها على حافة المائدة.ومن خلف كل زاويةيتطلع الفراغ في العينينمع ألم غريب،يزحف إلى البيت، يشلُّ العزيمة،ويدفع لاقتراف أعمال خسيسة...الفجر ينزف دماء باردةفوق عالَم ٍ من الأسمنت والبلور.ملاكي، أين أنت، أأنت هنا؟... صمت.البلاد ترزح في نوم عميق،دون أن تفهمَ - ميتة هي أم سكرانة!بيتي، الواقف في مهب سبع رياح،تحوَّل صباحَ اليوم إلى خراب.شاهدتُ الخوفَ في حدقاتٍ كانت تموت!حينذاك كان حبي ينتظرني.كان رقيقاً.. واليوم مات...امشي في شوارع مقفرة،أحرس هدوءك بلا أمل،لعلني ببساطة أقضي الوقت.وباستمرار أهمس كلمات مبهمةأنك لستِ ميتة ولا سكرانة،لكنكِ في أمر ٍ ما من جديدلستِ محقة بكل بساطة!جئتَ، تحيط بك الظلمة...ماذا ستقول لي، يا ملاكي الحزين؟:" نحن هنا ضيوف،حان وقتُ العودة إلى البيت ".
[1]
ترجمة د. إبراهيم إستنبولي