وجهك قرنفل
" إلى الحاج العزيز ، أخي وصديقي ، أحمد أبو حسنين "
أيها العائد من صبح عرفات ... تصعد التاريخ ...
وتبحر في فجر الرسالة ... تهذل النبوة ...
وتمتلك شرايين ذاكرتي ...
تمتشق عنفوان الورد ...
ونسك الخيول ...
وبهاء القرنفل ....
زمزم تنبع من خاصرتك ...
تحملك أجنحة الملائكة ...
تفتدي الأمة بكبش إبراهيم عليه السلام ...
وهرولة أمنا هاجر نحو الحنان , والأمومة ,
وعطش الشمس ...
وانبلاج قمر الإلوهية ,
وعبودية الكون ...
أيها العائد من أرض النبوة,
ومهبط الوحي , ومهد الرسالات ...
الإخلاص بعض وميضك ...
وخطى النبوة ضياؤك ... عبادتك بيضاء ...
ومحجتك بيضاء ...
وفرسك أبيض ...
غر الميامين رداؤك ...
الندى سبيلك ...
الليل قيامتك ...
وكبش إبراهيم عليه السلام قربانك ...
الله شعارك ,
والناس محبتك ...
أيها العائد من أرض المعجزات ...
يتجدد بك جسر التواصل النبوي ,
واللقاء الرسولي المحمدي ...
يمتد في أرواحنا ليعبر منه الشوق والعشق ...
لله درك ما أجمل عبادتك ...
ما أطهر رداؤك ...
وما أزكى قربانك ...
هديك كهدي النبي صلوات الله عليه ...
صوتك أشبه بصوت علي عليه السلام وهو يقرأ " براءة من الله ورسوله ... " ...
أيها الصاعد بنا نحو قبة الإسراء لنقطف بعض آثار النبوة ,
وبعض باقات الشهادة ...
ذاكرتك تشم أحلام الورود فيندثر البحر في دمنا ...
يستيقظ الفينيق في عيوننا ,
وأنت تسفك الأساطير كرائحة الصحراء !!! ...
سوف تبقى – يا أخي أحمد – تصهل مثل خيل أصيل ...
فأريد أن أكتب إليك – ربما للمرة الأولى – لأحتفل بميلادك كحاج عرفاني وعاشق ...
إن الكتابة عنك تحفة لازوردية ،
وأنت تسافر بنا أحراش التاريخ ...
تستاك الحب ...
تطهرنا كالنهر من أثقال الحياة ,
ومما يسمم السماء لنطرب لصياح الديكة ,
وصهيل الخيول , وتكبير الكون ... الله أكبر ... الله أكبر ...
في البدء كان العشق ,
والباب ينبت فوق شفتيك وردا ...
سأنتظر ميلاد الريح ,
والقرنفل يفتح شباكا لروحك
مداخل للشهد ...
طريقك النبع , والشجر الأحمر
إني دعوتك وجها للشهداء ,
ومطرا ينتظرني في رئتي ...
دمك ذاكرة ...
عشقك أغنية ...
وحجك نبوة ...
للنهر سواحل الأنبياء
بين وجهك ودمي نورس يشرب لغة منحوتة من القلب ...
كأن وجهك قرنفلا !!! ...
صيفك يخفق فيك ككرز أخضر ,
فيمشي الليل تحت بنفسج الليل
الصبح يتكور على أعشابك
فتنمو رموشك زورقا ...
أغرق في أعشاش اللغة ! ,,,
كأن النوارس مرايا ...
ماذا أقرأ في سفرك ؟!!
سؤال مسكون بالعشق
اصنع ما شئت فهذا الكون وردك
أصعد فوق بعدك السادس ! ...
فالأيائل وجع الريح
أتغفر لهذا الشتاء سفرك دون أن يتشقق الصمت ! ...
ستخضر خطواتك ...
وتنهمر باقات أقحوان ...
وصلت إلى الشمس ,
وصبح النبوة ,
وسياج ذاكرتي ...
تصعد التاريخ ,
وتهذل النبوة !!! ...
نهاياتي سؤال تردده الخيول ....
تعلمت الصمت ,
والعشق يتفتح على حدود أسمك !!! ...
استسلمت لسيف يرافق الأفق كي أسير دوما على شفرة كلماتك ,
وقصيدتي لا شكل لها .... يحددها سفح الصعود ...
فليستريح الصمت حتى يتزنبق المطر ,
ووشمك الذي لا ينتهي شجر يعلو فيك العسل ,,,
يحضنك كسيف ,
ومحراب ....
لف المسدس بالزنابق ... كتب الوصية ...
النهر يتدلى من صلاتك ! ...
ينصهر ليرتقي عشقك ,,,
واللوز سلم للبنفسج ...
آن للصبح أن ينتشر في الزنابق ...
كي تمشي نحو وجهك ...
الشباك أشجارك
والورد صرختك ...
صيفي نائم في اللاجسد ,
والغدير عذراء ...
ذابت القهوة في دمك ! ...
وظل النورس أبيض ! ...
سريرك زنابق ... نومك نحل ...
للعشق أنت ... وللشهداء ...
كل عشب قابل للاخضرار ,
والنهر أحمر ! ...
أروي حكاياتك لأخضر في قمر يمر في سرير شهواتك ...
دافعت عن هاويتي ... !!! ...
وحجك يمطر روحك كزنبقة تستل خطواتك كي تفتح شرفاتك على الدائرة ,
فتخضر كنسيان يدل على صلاتك ... !!! ...
سلاما لليمام الذي ينام في صدرك ليصحو خيولا ...
هذا ما تشتهي من حطامك ...
صدى يعلمني تشكيلات العشب ...
صدقت غيماتك تصعد في أظافري !!!! ...
ما أضيق الكلمات التي لا دم فيها ,
ولا آدم يجري في أزقتها ...
أنتظر القمح داخل جسدك ,
فيأتيك القمر ....
والشتاء صلاة ...
زمزم يديك تتشح بهديل ظلك ,
والزنابق بعض قدميك ....
داخل روحك تكبر الخيول ...
تحاصر الصيف ...
تستل خاصرتي رمحا ,
وأقيس أمطاري بما فاض من أقمارك !!! ,,,
تعب المساء من الاقتراب من وجهك ...
تخرج لمسائلة زمزم ,
والنور رسائل هدهد كتوابل قرنفلة ...
ستمر كالشجر في الطريق إلى مكة كي ترى التاريخ والهضاب ,
وكي تزرع دعائي في الصحراء ليمر قلبي , والمعنى الأخير ! ...
ارتفع مع البداية خيمة النبوة أنت حر في الصعود من أرواحنا ,
ومن الصدى ...
انهارت كهوف الكناية ...
في اخضرارك , والصعود إلى الخيول !!! ....
غار فيك أسرجه من صرختك ,
ومن صلواتك في الضحى ! ...
تنبجس الخيل من يديك ,
فاصعد بنا كالورد فاكهة التاريخ ,
وروح أبيك تحفظ قرآن النبي , وصلاة الفاتحين ...
فمشيت في صلاة الصبح ,
والخيل تثير الليل لنفتح صبح الذاكرة ,
فأقيس محرابي باتساع صهيلك ,
تتأمل الحجر الأسود ,
تغلق سجن خرافتي في حضن السؤال ...
هذا الأفق دبوس في دشداشتك بكل ما أوتيت من عطش إسماعيل !!! ....
ستخضر خاصرتك ,
ستسكن سؤالك ...
أرى قمرا يزحف في نومك كقطة تهاجر فيها النار ...
تزرع في وجهك حقلا ...
ونعناعا ...
وقمرا ...
+++
أنت بحر ...
أنت نهر ...
أنت ... أنت ...
7 / 1 / 2006م