الثلاثاء ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم
دمك المسك
إلى روح الشهيد القسامي وليد أبو يوسف
(1)
بدمعة ناضجة /أنقش خطاك وأنت تطارد البحر ، وسلاسل الوطنتجلس على الأرض بين السنابل ترسم الشمس العتيقةوترمم بوابة السماءتحاول أن تربط بين السجود والبندقية!هل كنت تحتسي الليل برفقوجروحك تحلم بـ "الأقصى"؟!دمك عذبأشلاؤك نهربينما أقف بالقرب من مسك دمك وابتسامتك نوروزيتونة لا شرقية ولا غربيةرحت أبكي على فارس يشبه شمس "الأقصى"وعشقت مطاردة الأفاعيالآن،تجوب حواري الوطنوشوارع تمتد بالسلاسل وتتعمد بالبخورفأتسكع بين هديل رائحتك الزيتونيةقلبي لك نصب تذكاريوأغنيتي كتابة جرحك / دمكهكذا،تنتصب كالبنفسج في العراءوالبحر يغمركوالسموات تناجيكتتقي الرصاص عن الشجر الأخضر الرابضوتركض بين خيام الفسفورتحتسي دموع الفقراءولما قررت أن تستشهد ، وقبل أن تبصر رائحة الجاردينيا التي شذبتها في دمكلمحت القمر يقبل جبينك ومحياكوالبحر يأخذ شكل الفسفور وطائرات أف16! ...تنقش تعويذتك على ملح الموجوأنت تغسل شارع البحر بدمك الحناءفيما ترفع محراب دمك المنسوج من رائحة البارودأدعوك إلى ساحة الشهداءواليمام يعشش على قبرك الضوء( 2 )كنت تسعى نحو الشمسوغيمة تظلل ابتسامتك الخروبودمك فوق لعبة الشطرنجبودي لو أراك مرة أخرى تطهر البحر من الأفاعيوتربي القمر!هكذا النجوم تحبكهكذا الصلاة تحبكفنلتقي بك كل صلاة عصر نتذكر شمس "النصيرات"وما في نسيم البحر المتوسط من أيقوناتعفوي أنت حد الخجلبدوي أنت حد العشق((كم أنت عاشق والبحر عشبصدرك العالي))يسرق من البحر دمهينقش أشلاءه في قلبييرغب في ابتسامة " الجنة "ولغة الحور على جدران صوتكبلطف،هنيئا لك الجنة - الشهادة وأنت تداعب القمر اليثربيوتعلم النجوم أبجدية السفرحين كنت ترغب في رائحة الصباحكم أنت كالسنبلةمزعج للأفاعيحديقتك تفتل الدمع الندىتضحك معمدا بالطمأنينة ، السماءكألم أغنية الرخاميهل بوسعي أن أمطرك بالقرنفل ؟!تبارك هذا .. الشهيدوانتباه المسجد إلى بارود يديكتفتتح أزيز النار ، لهيب الندىوالمئذنة تمشي صوب مديحكتفضح المطر الوثنيوحبقك بلون الذاكرةفتغازلك رائحة القرنفل ، ابتكارات الظهيرةوأنت تحرس البحر من الأفاعيكأنك تتداعى خيولاونجومانسوراوصقوراتصعد إلى شهوة الشهادة كأنك دغل ضوءيهمس البارود إليكوتهيئ السماء لزرقة البحر ، فاكهة جسدكوابتسامتك مسك غزالفأتلو عطشي إليكأتلو فرحي بكوفخري بكفتخرج شبيها بالبياض عند منعطف المراوغةقانعا،تغسل البحر بدمكوأراك في المساء الفضي تناجي الأرض – السماءاليمام يتحلق حول قبرك الضوءويغني لفحولة بندقيتككأن السفر العذري يناديكفتستزيد من عسل التعبفتأخذ شكل الوضوح ، انتباهه الفارسوأنت تمنح للشجر البري قلبكوالنسيم عشبك الجميلفتركض نحو الشمس على عتبة الصباحخطوة،وتستنشق الضوءأشلاؤك مفاتيح الصعود إلى "وعد الآخرة "وأنت تؤرخ ظلك الأخضروتحلم بالبخور الفضيفتشتاق الفراشات إليكوأنت تتهيأ خلف متراسك!في راحتيك القمر اليثربيودمك صحو الشجرفنتقاسم الضحك معا وكرز الابتسامةصوتك تسريحة نعناعوالقمر يتناسل من دمكترى يقينك وأنت تصعد منحدرات الليلوتكتب دمك على سجادة الوضوءجريء كالظلأغنيتك كالذاكرةقدماك غربة الوعول،وسألت قلبك عن معنى الشهادةقلت: الشهادة = الاصطفاءوينابيعك إحساس القلب بذروة العشقفتخط عطشك على صفحة الماء العذبعشقك = حلم الفارس لمجد "السحاب"!تلمس رائحة الورد، اللؤلؤ المكنونوعندما تستيقظ خلف متراسك تعثر على السماءبماذا سوف تحلم هذا الصباح؟بصلاة مخضبة بيضاء أو بسماء زرقاءوابتسامتك خصلة ضوء مبللة بالندى في جوف الليلفتذكرني بحلم الشتاءوما في عينيك الصافيتين من موسيقى،وجبينك العاليكنت وردا بحجم الوطنتمشي خلف خيط عطشكوترشد السماء إلى فسحة من ضياءكأنك مزامير الفراشاتيا فارس البحرإن بي حاجة لتعلمني عشقك في بهجة الريحيا أيها البدوي الشهيديا أيها البدوي الجميلعشرون عاما من الحب تكفي كي تطهر درن السماءفنلتقي كالمطر قطرة قطرةسال شوقي إليكهي السماء مشتاقة إلى الشجر العاليفإخضوضرت على شاطئ البحروأزهرت بخورا وتسابيح لتقطف المطر وحدك! ...ربما في متراسك نقطة من ضياءوحديسأبصر شعلة دمكووحدكستمشي في نشوة الصلاة / الوطنفأعثر على قلبك النورسي في غيوم صباحك الأنيقوأنت بكامل عشقك اللازورديوزحام الزيتون حولك! ...الندى رخام قلبك الفضيوما زلت تترمل عطشك الكوثري! ...فأراك قبسا من العشق الثوري! ...فهنيئا لك هذا التجليوهذا المسكالعبقري