الخميس ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٠
بقلم عبد المجيد الغيلي

أين أمضي فطريقي مغلق

أينَ أمْضي؟! فطريقي مُغْلَقُ
ورِفاقي قدْ مَضَوا وافترقوا
وفؤادي في الدّياجي مُطْرِقٌ
ليسَ يَدْري أيَّ بابٍ يَطرُقُ
ذلكمْ؟ أمْ ذلكمْ؟ أمْ ذلكمْ؟
فأنَا في "ذلكمْ" مُسْتغرِقُ
كلّما حاولتُ منها واحداً
ربّما يُفتَحُ، لكنْ مُوثَقُ
آهِ يَا ربّي أنَا في حَيرَةٍ
ضِعْتُ، وانْسدّتْ عليَّ الطُرُقُ
كنتُ أغْترُّ بِعِلمٍ وقُوَى
ها أنا أدْركتُ أنّي أخْرقُ
حِيلَتي لمْ تُغْنِ شيئاً حِيلَتي
واسعُ الأرضِ أمامي ضَيّقُ
كُلُّ ضَوءٍ سار بي مُنطفئٌ
كُلُّ دَرْبٍ سِرتُ فيهِ مَأْزَقُ
حَوليَ البحرُ مُحيطٌ هادرٌ
وشِراعي ها هنا يَحْترقُ
فُيناديني بِقَلبي خَالِقٌ:
(عَبْدُ هَلْ تَذْكرُ رَبًّا يَرْزُقُ
حينما كنتَ جَنيناً عاجِزاً
حينما تُصبِحُ شَيخاً يُرْهَقُ
كيفَ تحتارُ؟! وهاديكَ أنا
كيف تحتاجُ؟! ورِزْقي أُغْدِقُ
هلْ رَفعتَ الكَفَّ تَدعو لَيلةً
راجياً، أو حِينَ شَمْسي تُشْرِقُ)
رَبِّ بَصِّرْني طريقي فَأنا
تَائبٌ، جاءكَ قَلبٌ يَصْدُقُ
إنْ فَقدتُ النورَ في وَسْط الدُّجَى
يَغرق القلبُ، ويَعْمَى الزّورَقُ
وتَضيقُ النفسُ مهما اتّسعتْ
حولها الأرضُ، وجادَ الأُفُقُ
إنْ فقدتُ النورَ تَشْقَى مُهْجتي
لا أمانٌ لا هُدًى لا فَلَقُ
لا ظلامٌ راحلٌ مِنْ حَولها
لا صباحٌ مِنْ بعيدٍ يَرْمُقُ
إنْ فقدتُ النورّ تنمو وسْطَها
نَبتةُ الفوضى، ويغفو النّسَقُ
إنْ فقدتُ النورَ يَذْوَى أمَلي
وبروحي يَتغذّى القَلقُ
رَبِّ أنبتْ لي جَناحاً طائراً
أَلْحَقُ القومَ الأُلى قَدْ حَلّقوا
هُمْ سَعَوا، هُمْ أدْلجوا، هُمْ بَكّروا
هُمْ جَرَوا، هُمْ شَمّروا، هُمْ سَبَقوا
أعْطِني هَدْياً يُريني غايتي
أعطِني نُوراً بِهِ أَنْطلقُ
أعْطِني حُباًّ يُنَقّي أضْلُعي
فإذا قَامتْ بِلَيلٍ تَشْهَقُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى