الاثنين ٢٦ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم
خِطابٌٌ إلَى أُمِّي
أميتَنْمُو قََصِيدَتِيعلى ضِفاف ذاكِرَتيمثل شجرةِ زَيْزَفُونتَنمُو بعُرُوقي وَردَة ٌجَبليَّةرَحِيقُها يُسبِّحُ لِلحُبِّّوَجْهُهَا القَمْحِيُُّيَقْتُلُ الصُّبحَ إذا أضْحَىمن عَينَيْْها تََتَدلَّى عَناقِيدُ العِنبأمِّيأذكُرُ يَومَ انكَشَفْتُأمامَ مِرآتِكفي لحظةِ أمَانقُلتِ لي :لا بُُدََّ أن أُشَدِّبَقَلِيلاً شَعْرَكِ الَّليْليّكي تَتساقَطَ الكَواكِبُ الحُمْرُعلى شِفاهِ تُربَةٍ ثَمِلةٍأسْكرَها المَطَرُ..............أميقُصِِّي غَابَةَ قَلبي المُوحِشةوتِلك الزَّوَاحِفُ المُفْتَرسَةالتي تَسكُن ُمَنامِيقُصِّيها كي لا تَسْرِقَ أحْلاميقُصِّيها بِمِذيَةِ حَدَّاد ٍمُعْتادٍ على طَرقِ أصَابِعِهِقُُصِّيها بمِقََصِّ خَيَّّاطٍ مَجْنُونقُصِّيها بمِنْجََلِ فَلاََّح مَيِّتقُصِّي جُرُوحًا لََمْ أتَبنََّّاهَاقُصِّيها لَطالَمَا شَربَتْ حَلِيبِيالمُثْخَنِِ بالعَاطِفَةاقْتُُلِي هذه الأشجَارُ والأنهَارُوالأطْيَارُ التِي تََفْصِلُ بَيْنََناَتَعَالَيْ أمِّي ...تَعَالياطْْوِي المَسافَاتتَحْتَ جَناح بَعُوضَةتَعالي أمِّيبِأقْمَارِكِ ونُجُومِكِوشُمُوسِكِ البَاسِمَةكي يَبتَعِدَ اليَأسُ القَارِسُوهذا الوَهمُ الأَمْلَسُخَبِّئِينِي في مِعْطفِِ حََنَانخَبِّئيني في لَوحَةِ فنََّانسُبحانَ من وضَعَ تَحتَ قَدَمَيْكِالجِنَان..............أميأبْحَثُ عَنْ فِرَاء ٍيُخَبِّىءأنوثتي الشائكةيَومَ جَفَّ الصِّحََابمَلأتُ جِرََابِي ِبِحَفْنَةِ مِلحٍوحَفْنَةِ تُرابْلَو يَحْمِلُنِي البَحرُ الغَامِضُفوقَ بِسَاطِهِ الأزْْرَقأمِّي هذه أنْبائِي كُلِّهافَلْتَنْثُرِيهَا في جُبِّ قَلبِيأتَسْمَعِينَ أنْفاسِي والنََّاسُ نِيَام؟أمِّي سَمِعتُ صَلاَتَكِوابْتِهالاتكِ الحَزينَةيََوْمَ مَرَّ بها الغَمَامُرَدَّدَهاَ الحَمامُأُنْشُودَة ًًصَامِتَةآه ... أمِّي لَوْ تَعْرِفِينأشْرَبُ العَلقَمَ بِدُون سُّكَّراحْترَقَتْ ضَيْعَةُ الشَّمساهْتَزَّ عَرْشُ النَّملأتَكَبَّدُ الصِّعابَ مِرارًانَخِرَ السُّّوسُ فاكِهََة قلبِيفَسَقَطََ مُنْهارا.............أمِّيألْتَمِسُ الدِّفْءَ من زَمَنِ الثَّلجولَيْْسَ مَعي حَطَبٌ ولا كِبْريتآه...ليْتَنِِي مِتُّ قَبلَ هذا يَا لَيْتصَاحِبَتِي قَطَّعَتْ أصابِعِيلأََنِّي شَاعِرةأركُضُ مُتَوتِّرةوالحُمَّى تُُذِيبُ هَيْكَلِيإلى صَحَاري مُقْفِرةأبْحَثُ عَن حَلَزُونٍ نَائِمفي حُضْنِ زِئْبَقَةٍ مُزهِرَةعَلَّهُ يَصْنَعُنِي امْرَأة ًنَمِرَةأَحْضُنُ الرَّملَ بكَفِّي المَحْمُومعَلَّهُ يَفُكُّ قَيْدِي الصَّدِأآه.. أمِّي صَدْري الأَجْوَفمَلأَهُ الخَوْففَجُودي عَليَّ بِرضَاكاطْرُدِي ذاك الطَّّيفأمِّي اقرَئِي تَفاصِيلَ وَجْهِيمَرِّري كَفّكِ الطَّاهِرعلى رِمْشِيعلى نَعْشِيأحْيِي بُصَيْلاَتِ النُّورفي عَيْنَيَّأمّاهُ ..ضُمِّيني إليكِاحْتلِّي ظاهِري وباطِنيآه..... يا أمِّي..لمَ أتَيْتِ بِيمن جِنانِ الرَّحِم بَذرةًوزَرَعْتِني فُلَّةً بيْنَ شَفرَةالسَّيفِ وحَافَّة ِالرِّمَاحِجُبِِلْتُ على خِصَلِ النَّحْلِ حُرَّةأْرْتَعُ بََيْنَ الأَقاحِيحَكَمَ الزَّمنُ علَيَّأن أَخِيطَ الحَجَرَ الصّوَانبِريشِِ الكَرَوَانأمَّاه..أسْنِدِي رُكَبِيأصْلِحِي عَطَبِيرَمِّمِي لُعَبِيرَِّتِبي كُتُبيامْنَحِينِي لُؤْلؤَةًً من عَيْنَيكِأعَلِّقها على صَدْريتَعْصِمُني من الخَطَرامْنَحِينِي قُبلَةً نُورانِيَّّةتَقِينِي البَرْدَ والحَر