الجمعة ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم فاطمة الزهراء الناضير

ديوان الجودي، للشاعر فؤاد حجازي

الجودي؛ ذلك الجبل الموجود في الجزيرة والذي استقرت عليه سفينة نوح - عليه السلام.

هذا عنوان ديوان الشاعر الذي لابد أن نطلق عليه الكبير بعد هذا الديوان الرائع الصادر عن أدب الجماهير والذي يشرف عليها الأديب الكبير «فؤاد حجازي»، والذي ناقشته الشاعرة والناقدة فاتن شوقي في اتحاد كتاب الدقهلية بين جمع كبير من الأدباء والمثقفين وأدارت المناقشة الشاعرة فاطمة الزهراء فلا، في جو صوفي، قرأوحيد أشعاره، فتشوقنا للمزيد، قدمت وحيد بأن سنوات عمره التي قضاها في الوحدة والقراءة أثرت وأثرت كتاباته بعمق الثقافة وتلون الدلالات والحوارات الشعرية المستمرة بين الشاعر وذاته، في البداية تحدثت عن وحيد بأنه شاعر يمتلك مفرداته اللغوية وقاموسه الخاص به، ثم دلفت في يسر لتغوص في عمق الديوان وقصائده، وقد استعدت للإبحار وكأنها كائن مائي ضليع في العوم والإبحاروقد استحضرت أساتذة النقد الذين تعلمت علي أيديهم، تقول فاتن:

آفاق متسعة ترمي بظلالها علي فكر القارئ ليسكن النص ذاته بحضوره وإخضاعه له بدلاً من الخضوع مستسلماً له اتفاقاً مع قول الشاعر الكبير »أدونيس»، إن القراءة لا تهدف إلي معرفة المعني أو المضمون بشكل مباشر وإنما تهدف إلي مرافقة النص في رحيله الاستكشافي لهذا سيظل الشاعر »وحيد راغب «متفرداً في تجربته الشعرية, رحلنا معه ومعها علي متن القصائد يقول وحيد :

النافذة التي أخرجتك سبعاً

تعيدك في قوة الرعد

وحدة في الجمع

و تري المعني نفسه في ...أصابع يدك

تمتلك خمسة أسماء

فهل يمسح الخجل قمة؟!تلتقي في معصم.

لتفترق خمسة« وبرغم دلالة اللفظ المحددة نوعاً إلا أن اتساع مدارات الومضات الشعرية في أفق القارئ لا تلتزم بذلك ولا يشغلنا كثيراً مغزي العنوان لأنه لن يستطيع أن يغمر القارئ بدلالاته، كافة الرؤي والثقافات في التناول إيماناً بقول الدكتور «محمد عبد المطلب» (الذي يتأمل مجموعة عناوين القصائد الحديثة مثلاً، يحاول اتخاذها مدخلاً إلي المعرفة النصية يفاجأ بأن توجهاتها الدلالية معاكسة تماماً لحركة المعني في النص وهو ما يقتضي نوعاً من الحذر والحيطة عند البحث عن مفاتيح النصوص ) وبرغم ذلك كله لابد للشاعر في النهاية أن يسمي ديوانه أو قصائده بما يشاء وبما يتوافق مع نفسيته الشعرية لكنه لا يصبغ القارئ برؤية معينة.

4- لا ينكر منصف أن بعض قصائد الشاعر القصيرة »الومضات« تغلف بغلاف الجفاء الروحي الذي يدفع القارئ إلي النفور منها لأنها محملة بثقافات وبتجارب أكثر مما تحتمل، وتحتاج إلي جهدٍ في إعمال العقل لاستنباط المغزي، وبرغم ثراء ذلك إلا أن الذائقة دائماً تميل إلي الحس الذي يدغدغ الوجدان وكذلك طول بعض الومضات الشعرية تجعلها تخرج عن خاصية التكثيف والإيجاز وهي اللعبة المتفق عليها بين الشاعر والقارئ في معايشة هذه الومضات، وذلك لأن هذا الطول يخلق ترهلات في تكرار المعني و يلبسه معني القصة بالشرح والتفسير كما في القصائد القصيرة المرقمة.

والآن عليك عزيزي القارئ أن تتوثب للقفز علي الديوان لتقرأه بعد النقد وتستكشف مواطن الجمال وتسأل نفسك أسئلة عدة أولها إلي متي يظل وحيد وشعراء مثله كثيرون في الظل بينما ينعم ممن لا يملكون الموهبة القيقية بالمال ودور النشر والإعلام.

السؤال الأهم إلي متي ينفر الجمهور من الندوات الثقافية ويقر ويعترف بأن الأجدي النت والألعاب النارية والحب؟ «119 ، 174، 223 ، 233»، عموما لن نتوقف عن الثقافة فهي حلمنا الأخير وبهذه المناسبة نصدر نحن أدباء الدقهلية ودمياط عن تضامننا مع المعتصمين في وزارة الثقافة وأننا لن نقبل بتجريف الثقافة المصرية مهما حدث.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى