قلبي ينزف شعرا
يَنْزِفُ قَلْبِي مِنْ شَوْقِي لَهَا
شِعْراً سَابِحاً فِي فَضَاءِ الْحَزَنْ
نَابِعاً مِنْ كُلِّ الذِّي عِشْتُهُ
مِنْ صُدُودٍ وَجَفَاءٍ وَمِحَنْ
لَامِساً بِرُؤَاهُ نُجُومَ السَّمَا
خَارِقاً بِصَدَاهُ تُخُومَ الدُّجنْ
رَاوِياً بِالْحُبِّ زُهُورَ الرُّبَى
مَالِئاً بِالْأَحْلَامِ أُفْقَ الزَّمَنْ
عَازِفاً أَلْحَانَ الْخُلُودِ لَهَا
بِالنَّايِ الْحَزِينِ وَعُودِ الشَّجَنْ
"أُخْلُدِي فِي رُبُوعِ بَسَاتِينِي
مَا بَيْنَ الشَّذَى والنَّدَى وَالْفَنَنْ
لَكِ فِي أَرَجِ الزَّهْرَةِ الْأَرَجُ
وَالدَّوحُ أَنِيسٌ وَخَيْرُ السَّكَنْ
فَادْخُلِي مِنْ أَبْوَابِ فِرْدَوْسٍ
وَاشْرَبِي مَاءً مِنْ عُيُونِ عَدَنْ
وَاطْعَمِي مِنْ فَاكِهَةِ الْحُسْنَى
وَاسْجُدِي حَمْداً لِإِلَاهٍ يَمُنْ
وَاخْلُدِي يَا خَلِيلَةَ أَحْلَامِي
لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ الْقَبْرُ وَلَا الْكَفَنْ"
هَكَذَا غَنَّى شِعْرُ أَشْوَاقِي
وَبَكَى قَلْبِي فِي الْقُرَى وَالْمُدُنْ
وَأَنَا خَالِدٌ فِي جِبَالِ الرَّدَى
تَائِهٌ أَمْشِي فَوْقَ جَمْرِ الْفِتَنْ
شِعْرِي إِحَسَاسِي وَعَاطِفَتِي
يَرْصُدُ بَلْوَايَ وَيَشْكُو الْمِحَنْ
هُوَ نَسْمَةُ قَلْبٍ مَحْزُونٍ
هَبَّتْ سَكْرَى فِي لَيْلٍ دَجِنْ
تَلْثُمُ أَحْجَاراً تَحْتَ الثَّرَى
وَتُنَاجِي صُخُوراً فَوْقَ الْقُنَنْ
عَلَّ الْجَامِدَ يَحْضُنُ قَلْبِي
إِنْ لَمْ تَحْضُنِي يَا رُوحَ الْبَدَنْ