الأربعاء ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم إياد أحمد هاشم السماوي

أنا من هوى بغداد

أيـا ريح ما زالتْ شحاحاً قِــــــــــــــــــــرابُنا

و أدمعُ قومي ما ينـــــــــــــــوء بها خـــــــــدُّ

تعـــــــلّلُنا حـــــتى نعـــــــــــــــــــــجَّ بـحملِها

وتذرفنـــــــــــــــــــــــا دمعاً يحـــــار بـه المدُّ

فنسلك صعب الدرب لهواً مع القــــــــــــــــنا

نعــــــــاقرها جهـــــــرا فتــــــــغدو كــما نغدو

فمـــــــــا كـــان إلاّ أن يطيــــعَ زمانُـــــــــــها

وما اجتـــــــمع الضدّانِ إلاّ هــــــــــوى الضدُّ

فــــأِن أُضرِمَتْ ســــــالَ اللعابُ لخـــــوضهـا

وانْ أدبــــرتْ أخفى الرمادَ بها الغِــــــــــــمـدُ

قبَضْـــنا على نزفِ القــناةِ قــــــــــــــــوائـما

ولا ننــــحني لا زالَ نبــــضٌ بنا يشـــــــــــدو

فنــــقصد ما دامــــت على البيض كفُّـــــــــها

وتشقى رُبـــــــاها ما أطاحَ بها نجـــــــــــــــدُ

صَبـِئْــــــنا بحب الأرض والنـــــــاسُ غادَرَتْ

ليَحطِــــبَ قحـــــطَ ألبيدِ من قـــــــفرِها الـورد

مواقـــيتُنا ، في كـــلِّ أرضٍ كريـــــــــــــــــمةٍ

ونرجِـــــعُ مثلَ الطـــير أيقظَــــــــــــهُ الـصيدُ

ومـــــا آن للصـــــخر الجريحِ عتـــــــــــــابـُنا

وهـــل يعتُــــــقِ الأحرارَ منْ ربـــــقَةٍ عبـــــدُ؟

تلمّســـــتُ أثــداءَ الســــــــــــــــــــماءِ كأنــها

على معصـــــمي نجـــــــمٌ تولّى به الفــــــــقدُ

فـــتلكَ نبـــــوءات الزمـــــــــــــان على يــدي

ومـــن دون أهــــلِ الأرض كـــــــان لنا وعــدُ

إذا اصـطفــــــت الأقــــــــــــــمار قلتُ حبيبتـي

على غابـــــــــــة الأوكار تحسدها الأُســـــــــدُ

فضـــــــمّي رفـــــــاتي لو بدا الثلــــجُ لامـــعا

وكــــم من بقيعٍ قـــــد غـــــفا حولها الجـــــندُ

وضـــمّي قباب المـــــلحِ بين خنـــــــــــــاجري

لأصحــــــوَ مكلوماً على نــــــــــزفها أعـــــدو

أرِحْ ضـــوءكَ المــــخبولَ في عُتــــمة الورى

وكــــل قميصٍ يـــزدريك سينـــــــــــــــقـــــــدُّ

وقبّــل شـــفاه الجرح وامســــــــح شفــــــارَهُ

وخــــذ من عيوني طـــــرفها حين يـــــرتــــدُّ

فلــم يسترح شمعي إذا ذُلَّ دمعُـــــــــــــــــــــهُ

فيصغـر مــــذهولاً إذا ضوَّعَ الوقــــــــــــــــدُ

ومــــا كان من صمــــــت الحكايات والـــــندى

يمزق ثـــــوب الغيــــــــث إذْ خَرِسَ الرعـــــدُ

فــــردّي رذاذ الغـــــيم ما انتفــــضَ النــــــدى

وأيُّ نــزيفٍ تقــــــــــــطرينَ سيــــــــــــــشتدُّ

فـــــــيا امة أضـــــحت لها الــــشمس قــارِبا

وكيـــــــــف إذا ذاب الرقيـــــــــمُ ستنـــــــهدُّ

وخـــــطي على الأزمــــــــــان قافــــية النوى

وضــــــمي صراخ الفـــجر إن عَسُرَ الولــــدُ

فتـــــلكَ نجود الرمل قــبّــــــلها الظـــــــــــما

وكلّــــمها مـــــــــــــــــــن جانب الطور مرتدُّ

وتلك الغـــــــوادي مــن تميمٍ ، غضــــــوبُها

يقـــبل وجــــه السيـــــف إن أُذهــــب الرشدُ

ألُـمُّ هزيــــــــعَ الليــل بين جوانــــــــــــــــبي

لِيَمْــــــطُرَ مذبـــــــــــــوحاً إذا وَقَصَ الـحدُ

ظمئــــت فهــــــيّئْ للـــــــــــــــــــقاءِ حـلاوة

تــــــرجلَ منها الضـــــوءُ والفجرُ يا سـعـــدُ

وكــــــم سال من مـــــاء الفرات صبــــــــابةً

(أيا جارة الــــوادي طربتُ) وكـم صـــدّوا

أنا الشــــرق فاغــــضبْ إن بدا الغرب غائـماً

فلــــي مـــرجُ البحرين والسورة الفـــــــــــردُ

أنـــا غابة الزيتـــــون نامـــــــــــت غصونُـها

على شــــــــفة النهرين طـــــــــالَ بها الــوجدُ

فهـــــــزّي بجذعِ النخـــــــلِ يا أمّةَ التــــــــقى

بألــــــــفِ نبيٍّ صــــــادقٍ ينــــــــــطِقُ المــهدُ

أرح معصــــمي مـــــن قبضةِ الغيم واسقـــني

مـــن القدسِ مــاءَ الــــوصلِ بلّلهُ الشـــــــــهدُ

فلـــــي ما يقـــــولُ المبــــــطلونَ بأنــــــــني

غفــــــــــــوتُ وجــــنَّ الليلُ أو ثمـــل القصـدُ

أنـــــا من هـــوى بغــــدادَ بيـــــن أصابـــعي

نــما وطــــنُ العشــــاق والجبلُ الطــــــــودُ

أنا مــــا انحنى التــــــأريخُ إلاّ على يـــــــدي

فأهـــــــدى نبــيذَ الغيـــــــــمِ أطرافَها الرصدُ

فيـــــــــا ريح لا زال الفـــــــؤادُ مـــــــــؤذناً

أشــــــدُ إذا أرخَــــــــــــــوْ وأُرخي إذا شدّوا

أجـــــر لهـــــــاث المـــــــــــاء تحتَ قواربي

فأغــــــــرق ظمـــــــــآناً ويطفــــــو بيَ الجلدُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى