الجمعة ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم
ســالـَتْ بالخَمرَة أسْطـُرُهُ
ســالـَتْ بالخَمرَة أسْطـُرُهُ | فـَتـَمايـَلَ قـَلـْبي أشـْعـُـرُه |
وَأتـــــاهُ البـَدْرُ فـَأنـْشـَدَهُ | بـِلـَذيـذِ الـقـَولِ يـُقـَطـّـرُهُ |
أعـطاهُ الـوَردُ عَلى خـَجَلٍ | أسراراً كـانـَتْ تـَأســرُهُ |
وأباحَ العـُمرَ فـَما نـَطـَقا | فـَـعـَظيـمُ المـَقـْصَدِ أقـْـصَرُهُ |
مَرَّت بالروضِ مـَلامِحُهُ | فـَهَممْتُ فـَرَدَّ تـَعـَـذّرُهُ |
كم جاء الصبحُ فأرَّقـَهُ | لـَمّا بالشَّمسِ يـُبـَشـّـرُهُ |
الفـَجـْرُ يـَنامُ عَلى يــَدِهِ | مـَنْ ذا للـثـَلـْجِ يـُكـَسّـرُهُ |
أهـْدَتـْهُ العـَيـْنُ مَحاسِنـَها | إذْ جــاءَ المَنـْظـَرُ يـَنـْظـُـرُهُ |
فسـَكَبـْتُ الزيـْتَ وصِرْتُ لـَهُ | في الرَّسْمِ فـَجَلَّ تـَصَـوّرُهُ |
الريشـَة ُ تسـْكُنُ لـوحـَتـَه | لتـَراهُ ومنْ ذا يـبـْـصُرُهُ |
أنـْكَرْتُ القولَ وجـِئتُ لـهُ | إذْ راحَ الصـَمْتُ يـُثــَرثـِرُهُ |
ما ذنـْب الـرّوحِ أسائلُهُ ؟ | أرَفــيـفُ الـقـَـلبِ يـُؤثــّرُهُ |
إن شاءَ أتيتُ بلا نـَفـَسٍ | ألُهـاثُ النَّـفـْسِ يُــكَــدِّرُهُ |
فـَجَـعـَلـْتُ العــَينَ بلا هـُدُبٍ | وحـَسِبْـتُ الهُـدبَ يـُقـَشـّرهُ |
غـادَرتُ الـقـَصْرَ على عـَجَلٍ | إذْ راحَ النـَجـْمُ يؤطـّرُهُ |
وغـَدَوتُ لـعَلّي ألحَقـُهُ | فأتى بالنجــمِ يـُسَطـِّرُهُ |
أحـْضَرْتُ الكَرْمَة َ أعْــصرُها | ما عادَ الكأسُ فأُسْـكِرُهُ |
نـَزَلَتْ بالزَّهْـرِ ضـَفـــائِرُهُ | عِـقـْدُ الـياقوتِ يـُخـَصـِّرُهُ |
فحـَبا أحـْضَرْتُ لـَهُ لـَبـَنـاً | وشِفـاهُ الــطِّفـْلِ تُكــَرْكـِرُهُ |
فـَأطـَلَّ الـورْدَ بـِإصـْبعِهِ | ما كادَ العـسّ يـُحـَذّرُهُ |
فـَقـَطَفـْتُ الهـالَ لـَهُ خـالاً | وَأمـَرْتُ وَمـَنْ ذا يَأمـُرُهُ |
لـَو كــانَ الـبَحــْرَ سـَأبْحـُرُهُ | أوْ كــانَ الـسحْرَ سَأُسـْحَرُهُ |
أوْ كـانَ النـارَ سـأعـْبُرُهُ | أوْ كـانَ الـجـَنـَّة َ أشـْكُـرُهُ |
أهـْدَيــْتُ الـشَّمـْسَ لـَهُ قـَمـَـراً | فـَرَمـى بالـشـَّمـْسِ تـَقـَمـّـُرُهُ |
مَوْلايَ وَعـَفـْوَكَ أقـْصـُدُهُ | صَـوَّرْتُ فـَعـَـزَّ تـَـــصَوّرُهُ |
الهـُدهُدُ جاء فأنـْبَأني | أنـّي مـَنْ كـُنـْتُ سـَيَعـْذُرُهُ |
أفنيتُ النفسَ لألمـَحهُ | أبـَـقــاءُ الـنـَّفـْسِ يُــؤَخـِرُهُ |
زَعـَمَ الـواشونَ فـَأنـْكـَرَهـُمْ | إذْ راحَ الـُعـمْرُ يـُفـَسِّرُهُ |
كـَمْ قـالَ الــحَقـْلُ عـَلى يـَدِهِ | ما قـالَ الـوَرْدُ وَأحـْمَرُهُ |
لوْ رام َ الوَصْفُ لـَهُ قـَدَراً | ما شأنُ الوَصْفِ يـُقـَدِّرُهُ |
كَغـِيابِ الـرّوحِ تـَنَهـُّـدُهُ | أُعـْطي وَالعـُمْـرُ يُقـَصِّــرُهُ |
لـَوْ شاءَ المـُلكَ منـَحتُ لـَهُ | أوْ يـَهْوى الأمـْــرَ أُأمـــِّرُهُ |
أو رامَ الشعرَ نـَظـَمـْتُ لَــهُ | وَعَلى جَنـْبـَيَّ سأنـْـثـُرُهُ |
ومـدادي الدمعُ فأن نضـَبَتْ | عـَيـْني. بـِالـدَّمِّ سَأذكــــُرُهُ |
أهواهُ بـِما لي مِنْ وَرَق ٍ | وعـَـذابُ الحـَرفِ يـُكـرِّرُهُ |