السبت ٣ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم إياد أحمد هاشم السماوي

بينَ غائلتين

تُوشكُ السماءُ الرمادية ُعلى الوثوب
فوقَ العتبات المسنة
والأقلامُ المتقوسةُ
راحت تلمِّعُ نعلَ الحاكم القروي
النعل الذي لم يعتد ارتداءَه
المترجِّل العتيق
مقتفياً خراب أسلافه
ينشر القصصَ المملةَ عن كفر الوافدين
أطال النظر بساعته المتوقفة
مستمتعاً بانتظار عرباته المصفحة
لا علاقة له بالوقت
لم يستطعْ السير مثلنا
نحن الذين نحبُّ الأرض
انه يحفظُ شيئاً من كتابٍ مقدس
اختلف الكثيرون على تأويله
كم تذكرت أشياءَ في الدساتير
تقاسمنا الموتَ والخبزَ على تأويلها
الأسماء الكبيرة
والأسماك الكبيرة
وجهانِ لعملةٍ زائفة
******
بين غائلتين
شمعتان تسابَقتا
لم تصلا!
لأنَّ الفجرَ محرمٌ على أمثالنا
الشمس التي نجرُّها ساخنةً للغروب
لم ترغبْ بتجديدِ البيعةِ للحاكم
فلدينا مصادرُ أخرى للحرارة
ولدينا ما يكفي لاشتعال أطفالنا كل يوم
لا نفرِّقُ بين الوقد والإتقاد
والصيفُ كفيلٌ بحل اللغز
******
بين غائلتين
انتفض الكرسيُّ العقيمُ
ممتشقاً سيفه القديم
مكسراً أطرافَه اللائي رحن يزاحمْنَهُ عليه
مستبدلاً مقعده
بجنودٍ لم تروها
******
بينَ غائلتين
في قريتنا القابعةِ بين هلالين
وليلٍ ونهرين
كان رجلٌ يَعضُّ
لم يسلم من أنيابه أبناءه
كنا نميل عنه ذات اليمين
وذات الشمال
ولكنه يقرضُنا كالشمس
استعان الواعظُ بصيحةٍ فضائية
لطمر معالمه
فأصبحنا في ديارنا جاثمين
صِرنا نشعر بعضَّته من كل مكان
مع تحية الواعظ ،
المارة يعضّون
الجيران المتباكون ، الحراس ، الجباة ، الباعة ،
المعلمُ الأنيق في مدرستنا ..
كلما استبدلنا ثيابنا
نجد الأسنان ملتصقةً
ورائحة اللعاب تنذرُ بفصل جديد
******
بين غائلتين
وانتظار الميل الذي أنهى مهمَّتَهُ
من المكحلةِ
للمرة السابعة
لم يكترثْ الواعظُ لصراخنا
ريثما يحضر شهود آخرون
راحت الشمسُ تخبره
بخراب الفصول وهو يمسكُ بعصاه
متمتماً تعويذتَهُ القديمة
مالهذه الشمس التي
كلما ارتفعت
جعلتني ألوذ بشيءٍ من الظل
أي عيون تلك التي أحملها
لم تكتشفْ مهمَّتَها
لم تعدْ عصايَ عصاي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى