الخميس ٣ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم
ساحة وراية وصولجان
(إلى شهداء وثوار الحرية العربية )
كأنه حلمالصولجانات تهوي على ماء الهزائم المعتمترتفع الصيحات هنا وهناكوتتفرس الأساطيل في وجوه القوافللأن العواصف تنزع عنا أسماءناترينا وجوها لأجداد يقتسمون الحسرة ..على غبارالثورات تلوح المصائر ناصعةومن خلفها تتدلى الأعوام براقة كألفة الميادينلن يكون هناك سوى العبور ثم العبور إلى البدايةكأن التاريخ جرن شاسع يخلو ببطء من الغلالكأن الفراشات لم تخلق إلا لتطرز الكناياتكأننا كل هذا الحزن الذي يتوج الأسوار والشجرانظروا إلى مفترق الطرق:ذاك هو الشهيد, المجبول من سطور البراءةطفل النبوءات الشاردالعراف المنفي بين تلكؤ الأيامالغريب القادم من زمنه محمولا على بقايا الأخيلةالعابر صامتا أمام نعاس الظلال الطويلله اسمه الكامل كأنه شمس أو تميمةيقول: من منا يستطيع أن يقف أمام حنين الحشودمن منا يملك أن يصرخ:الهواء بلا حوافوالعروش بلا ملوكيالأشجار النخيل التي علت في الأحزان!تتراقص سوداء مثل نوم الخيانات الغامضمفترشة قش الوصايا التي لا تجديمحاطة بأشعار علت غناءاً لأبناء الكهنةقديسون أنتم .. قديسونرغم أنكم مبتلّون بنبيذ الخطاياومعطرون بغبار الصحورغم أنكم تتعثرون في رنين الكلماتوترتطمون بحكمة صارت حائطا خامساً للّيلمن غفوة التاريخ تعبرونبلا خيول ولا أقداح ولا حيطةبلا تروس تدور في النصر أو الهزيمةأيامكم محض ضحكات تتساقط على الشاشات ..مصائركم كلمات ظلها من اليقين الخالص ..عيونكم على عقارب الساعات ..خطواتكم تدق على شرود الساحات ..حيث تهوي الصولجاناتوترتفع الأعلام والرايات ..أصواتكم تظل ترتطم بالأخباركمنارات في رؤوس العواصففي كل منعطف طاغية يفرعلى كل طريق سلطان يتلفتالرياح الأن من كلمات الجموع وصيحاتهموالبروق من انتظار الغد المتقد في حواف الهتافاتماذا أفعل بكلامي القديم كله ؟ ..بشرودي المتروك في الخزائن والمرايابصمتي المهجور رمادا على تعب الأرصفةبانكساري المنسي كبحيرات تلتمع خلف اليأسماذا أفعل بأناشيدي؟وقد شذبتُ حسرتها لأطفال يتعلمون الكلاموجعلت بكاءها علامة على ملامح موتايتقلبت في أيام يبرق فيها ماس الانتظاروتتشمم فيها الذئاب مكامن طازجة للحيرةماذا أفعل بظنوني كلها؟إلى أين أحمل ليلي القديمولا مأوى له وسط هذا النهار؟قديسون أنتم .. قديسونرغم أن أسماءكم ليست أسماءكموملامحكم ليست ملامحكمرغم أن الأساطير تمضي بحراسها وضجتهاوالصيحات تخترع جلالا يناسب سطوة الحنينوتشتعل في الكلام البسيط المحمول من العتبات ..ترتفع كتواريخ حافية تتطلع إلى نعاس البحر ..تطوي حكماء يتقلبون بين السجلات و المعابروحواة لا يلتفتون إلا ليروا طبولا تتهاوىوضوءاً يتعثر في بقايا الليلغرباء أنتم ..كأن أقدامكم تدب على طرق مهدتها الأحلامولونت أشجارها و أحجارهاوجعلت الغضب أعاصيرها المتهاوية بالحصونوضوءها السابح حول العصافير و الشجرخرافيون أنتم ..لأننا نفتش عنكم في زوايا الضجيجونتلمس أيديكم في ضوء اليوم القادمونجلس أمامكم ظانين أننا سواناعلى جدران الغرف القديمة تهتز الشاشاتمن النوافذ القديمة تأتي نداءات الأمهاتصيحات الباعة, ضحكات الأطفالعلى الشرفات القديمة تهتز أوراق الريحان ..في الجرائد ملامح نوايا تشققت بلا أثروفي اللفتات أزمنة مترامية تهشمت على عجلالقطارات الآن تغادر رقصة الفراغ ..المسافات تتفلت من براثن ماضيها ..أتجول في الأحلام المشقوقة باليقظةأكتب اسمى على أوراق نسيها سوايوأقول : قديسون أنتم .. قديسونخطواتكم لا تثقلها الأعذار ...مراياكم ليست من زجاج الزيف