الأربعاء ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم
وطن في مرآة النهر
أنا منكَ يا صاحبيأنت منيفدعني أطالعُعبر الضياءِتواريخَ وجهكأنا أنتَرغم أقاويل أعدائناوظنونٍ تبلل أقوالناوكتائبِ حزنٍ تهشمُ أفرَاحناوحروبٍ تدمدمُ ما بين أكتافناونوايا حشودٍتكدسُ أشواكََها السودَما بين كفي وكفكأنا .. أنت ..دعني أطالععبر التواريخ ِ وجهكقديماً أقام بنا وطنٌ أزلي الصدىباركتنا التسابيح ..جبنا قرى الريح ..عدنا لألفة أبوابناوالمتاهاتُ ترتجّ في كل مسلكسوياً بنينا الطواحينَ ..جئنا بقمحِ القرابين ..صغنا نشيدَ الحصاد ..وحين أطلّ الغزاةُتَعَانقَ فوقَ رَحى الحربِ كفي وكفكسوياً طردنا فلولَ التتارِ ..رفعنا مراراً صروحَ النهارِأمام الطغاةِ ..زرعنا الميادين باللافتاتِوصوتي يصافح عبر الهتافاتِ صوتكمعاً قد قصدنا مراسي الضحىوانتقينا لموطننا قمراً خالدا ًوملأنا التراتيل ضوءاً ..ففاضت حكاياتنا بنجومٍ وليلكطيورُ الظلامِ تحيطُ بناكي تجفف فينا الأمانيوتنزعنا من خلود الأغانيوتجرفنا لرمال السرابِلتمضغَ أنيابُها السودُلحمي و لحمكأنا منك يا صاحبيأنت مني ..ولم تكُ يوماً عدويولم أكُ يوماً عدوكلنقتسم المجدَ والضوءَصوتك صوتي ..وإن عبرت للهلاكِ خُطاكَستهوي خطاي إلى الموتِ بعدكأنا أنتَ رغم حشود التتار ِومن يقتلونَ ضياءَ النهارومن يقرعونَ طبولَ الدمارومن يصرخون ..لتفترشَ الحربُ بيتي وبيتكأنا منك ..فاحترس ..السهم قد مر نحويكما مر نحوكَ ..والنهرُ يبكي طويلاًلجُرحي و جُرحكأنا منك ..بيني و بينكَ موجُ النداءِ ..ووقع الغناءِ ...ورجفةِ أبنائنا في الشتاءِ ..وفوقي وفوقككل الغيومِ التي همُّهاأن تبعثرَ ظلي وظلكْ