الثلاثاء ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم صلاح عليوة

شهيد الكلمات الجامحة

أجلْ..
كان يدركُ
ما سوف يلقاهُ
حين يرفُ الضحى
في أعالي البطاحْ
 
حشودٌ تطاردهُ
في خيالاتها
بالهراوتٍ..
سيلُ براكينَ ضاريةٍ
من حصى وصياحْ
هتافُ جموعٍ مُدَمدمةٍ
تطلبُ الحقَ
مُنتزعاً
من دم المارقينَ
المباحْ
 
أجل.. مررَ الكفَ
فوق الكلامِ الجموحِ
تأمّلهُ
مرةً
بعد أخرى
و خف إلى قلبهِ الخوفُ
حين ترامى إلى سمعهِ
عبر وادي السكونِ
النباحْ
 
أجل.. ذكرَ الشهداء القدامى
تدلِي براءاتهم
من حبال المشانقِ
أدمعَ زوجاتهم
وسنينا من الخوف والجوعِ
والصمتَ
مكتنزاً بالنواحْ
 
أجل.. راودتهُ السلامة ُ
عن نفسها
وترجّاه حقُ التنعمِِ
بالماءٍ والظلٍ
والكرْم والفلٍ
والدفء والأُنسٍ
عبر الليالي الملاحْ
 
أجل.. كاد أن يحتسي
نارَ ثورتهِ
ثم يعلنُ أن الشمالَ جنوبٌ
وأن الشروقَ غروبٌ
وأن الشموسَ مرايا
ضياءِ المليكِ
ليختارَ حصتهُ
في مراعي البراحْ
 
أجل.. كل هذا جرى
ثم آثر أن يفتدي بالحياةِ
الحياةَ
ليتبع أسلافه العارفين
الذين أراقوا
دماء شهاداتهم
فوق أحبار أقلامهم
حين خاضوا حروباً
بَنتْ من جماجمهم
معبراً للصباحْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى