الاثنين ٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم صلاح عليوة

في ضفاف الرجوع

لا أستطيع سوى المرور
لبابها
نجمان حطا
فوق كفي فجأةً
وهوت تفاصيلُ المنافي
كلها
ونسيت ما بعثرتُ من عمري
بلا جدوى
على شطآنها
ونسيتُ ما ضيعتُ من وردٍ
ومن قمحٍ
ومن أنغامِ نهرٍ
يرتمي بضفافها
 
لا أستطيع سوى المرور
لبابها
حراسُها الفقراءُ
داسوا كل أعشاب غدي
عشاقها الأمراءُ
درعٌ من نجومٍ هشةٍ
طَرقاتُها بالبابِ... نادت
ثم نادت
عبر أحلامي
طويلاً..
كي أمدَ يداً لها
 
لا أستطيع سوى الأسى
أوعودتي مثل القدامى
بالقرابين الخجولةِ
أوبأقداح الندى
بطبولهم وخيولهم
وغبار كل حروبهم
وزهور دفلي تنزوي
عن كف غارسها
وترحلُ في صدى السنواتِ
نحوحقولها
 
لا أستطيع سوى المرور لبابها
كي أمنح الأيام معنى..
كي أرى السنوات جسراً
كي أطلّ بصخر مرساها
وأعبر صيفها
حُمّلتُ آثام الرحيل
لأجلها
وحَملتُ في الصحراء
أقمارَ الغياب
وزهرةً بيضاءَ
من مرعى الشتاء
لكي يضئَ الدرُّ أعلى تاجها
ومددت خطوي
وسط غاباتِ ضبابٍ
كان يحجبُ مجدها
 
هم أنكروا
أني أعدت غناءَ مرعاها لها...
أني المسمى
في مواعيد الضحى..
أني المتوجُ
فوق عرش مروجها...
أني الذي في الليلِ
نادى..
ثم نادى
كي يدلّ منارتين
على هُدى ألغازها
 
لا أستطيع سوى المرور لبابها
في الريح يتبعني الصدى
وتموت أسماء القرى
ألقيت للأمواج
فضةَ سيرتي
والآن تعبرُ بين أحزاني
مغادرةً
وتترك لي
رمادَ ظنونها
 
وأنا المحجّبُ
عن ملامح طيفها
وأنا المهددُ بالرحيل
وشوك وديان المتاهةِ
لوخدشتُ غيابها
وأنا المحاصرُ
بين أقوالي
أجرّ قواربَ النسيانٍ
كاملةً
وأشكوما جرى
في برها وبحورها

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى