الخميس ١٣ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم
مقبرة من زجاج
لأنـَّنا في مقبرةٍ من زجـاجٍاتـَّضـَحتْ أفعالُ أجـسادنا دونَ رائحةولأنَّ الزجاجَ ضدَّ الرصاصأصبَحنا نجيدُ رميَ الأحياء بالإشارةولأنـنا لا نملكُ بوصلة لاكتشاف الحياةأصبحَتْ قبورنا متعددة الاتجاهاتأضحَت القـِبلة ُ لدفنِ أمواتـِناتميلُ إلى الشرقِ كثيراً !!أمـّا القـِبلة الإلهية فلا تعني شيئاًلكهنةِ الاتجاهاتلأننا لا نحسنُ استخدامها ..أما المنقـِذُ فلنْ يصلَ إلينــالأنــّهُ لا يظهـرُ من وراء الزجاج********حين مرَّت يدُ الفجرعلى قارعة جسده الممتد فوق نصف سريرهكانت أطرافه تبسط أذرعها للضوءوكان المارة لا يكترثون لما أرىلأنهم لا يملكون عيوناًأحسستُ حينها أن للقمرِ رائحةٌلا تشمها أنوف العطارينولأنه يضيء بداخليلم أفكر أبداً بارتقاء النصف الآخر من السرير**********لأنه في سوق غير واضحة المعالمبدأت أخشى عليه من الضياعولأنه لا يجيد لغــَتـَهــُمرحت أهمس بأُذُنه أن لا يردَّ عليهمفالجروح الناتئة لا تقبل الشفاءفيا أيها المبتل بالياسمينلكـَمْ جئتُ أشكو وكنتَ تصدُّوكم رمتُ هجراً وأنت تردُّوكم رحــْتَ تحملُ أوزارهموفي كل قادمة لا تــُعــَدُّأمـــا آنَ لي أن تكون فوق حروفيلنكملَ معاً درسنا الأخير**********تحت فيء شعاعه الغائب بين شفتيه العاريتينكاد الحلم يقفز الى نهاياتهوكاد الضوء المستفز يخجل من حمرتهمافالمدارات الراكدة تلوح بأعينه المتحركةوالذين يرومون مساحاته الزرقاءغرقوا عند أعتابه القديمة*******عندما تسلق الغروب على شرفات ثيابهكانت ثمةَ أيقونةٌ لا تستسيغ الغيابوثمةَ شرفةٌ تسللت على ضوئِه النحيلفجاء صوته يمازحها عاتباًأمــِنَ العدلِ يا ابنة الشرفاءتتركين نصف النهار على جدران ثيابك ؟*******حين تحركت أنامله لترسمَ قوساًراحت الجهاتُ تتصببُ عرقاًوالسماءُ التي تماثلت للشفاءأصبحت زرقاء من البردفرعشة الخوف ودهشة الجنونكلاهما مفتاح من قصب لا يحترق*******في آخِرِ موعدٍ لرحيل الخريفجاءَ مرتدياً وشاحَ صدقهِأخبرني أنه يروم الرحيلإلى بلادٍ لا يحتاجني فيهاخلعَ على آخر كذبةٍ كنا نقتسمهابياضَ عذريتهِقالَ ليأن لا أخدشَ حياء الورق بأسئلتيفالأجوبة متاحةٌعلى قارعتناوالحروف المؤدية إلى أسمائما زالت معلقة عليه