الحقيقة
يا صاحبي أعطني من خمرة قدحـا
ما ذاقها أحد من قبلنا وصحا
لا تعطني خمرة أصحو فأنكرهــا
فكل من قد صحا يوما قد افتضحـا
قد زادني ألما ما كنت أشربـــــه
كأنما هو نار كلّما طفحــا
لا زال يصرخ في أعماق ذاكرتـي
و القلب مسترحم و العقل ما صفحـا
قد خاب كل طبيب أن يعالجنـي
و ما أصاب بنصح أيهم نصحـا
ظنّوا بأني أشكو بعض ما وهمــوا
لكنّ ما أشتكي لو بان ما وضحـــــا
هل يدرك العقل أمرا ليس يدركـه
فالوهم كلّه ما قد قيل أو شرحـــــــا
و ليس يقدر مهما العجز أقـــعده
ألا يقر ّبه عقل و إن جنحــــــــــــا
و كيف ينكر من في البعد يحزنـه
و كلّما يدن منه يضطرب فرحــــــــا
ما بال من أبصر الآيات ينكرهــا
أما يرى النكر بالإثبات قد صدحــــا
و صاحب الأمر من قد شاء يعرفه
فما تستّر إلا بالذي اتضــــــــــــــحا
لكنّها الشمس تعمي عين ناظرها
و الشمس ظلّ بهاءٍ منه قد رشحــــــا
فهات عيناً سوى هذى التي عميت
لا تشتكي رمداً أو تعرف القرحـــــــا
و لا ترى أحداً إلاه ما نظــــــرت
فلا وجود لها إن أبصرت شبحــــــا
و لا وجود لها إلا إذا علمــ ــت
إن الوجود سواه كان مصطلحـــــــــا
فإنما الأرض والأجرام قاطبــة
و الخلق من قد مشى أو طار أو سبحـا
ليست سوى صور في فقرها اتحدت
و الأمر مزقها حتّى غدت قزحــــــــا
إني لأعجب من وهم ٍ نؤلهـــــــه
و الدين و الفكر في محرابه ذبحــــــا
إن كان يعبد أسلاف لنا صنمـا ً
من الحجارة في قاموسنا قبحــــــــــا
تلك العبادة لا زلنا نعاقرهــــــــا
فتلك أربابنا ما غادرت قدحـــــــــا
فالبعض من حب ليلىكأسه ثملتْ
و البعض خمرته ظلما ً دم ٌ سفحــــا
و البعض ديناره ربٌ يكلّمــــــــه
و طور سيناه ما قد حاز أو ربحــــــا
فكل منشغلٍ في قلبه صنـــــمٌ
إلا إذا كان فيه الحق قدنفحــــــــا
يا صاحبي إن قلب المرء معبـــده
فانظر لأيّ الهٍ قلبك انشرحـــــــــــا
إن كان لله فاعلم انه احــــدٌ
حاشا تشاركه حزناً و لا فرحــــــــا
لا تدّّعِ الأمر إلا وهو شاهــــــده
و اسلك طريقه ديناً صادقاً سمحـــــا
و ذاك قبرك أنت اليوم ساكنــــه
فانظر إليه أخيراً كان أم ترحــــــــا
ما الأرض قبرك إن الجسم عاريــة
ولست أول من فيه قضى ردحـــــــــا
و دع لسانك ما قامت بحجتـــــه
إلا حروفٌ أطاعت كل ما اجترحـــــا
لا خير في منطق ٍقد راق سامعـــه
لكنه تحت أقدام الذي طرحــــــــــــا
يا صاحبي إن هذا الكون منتظـم
يسعى على نسق ما زلّ أو جنحــــــا
فكل شيء جرى فيه إلى هــدف ٍ
من أول الدرب في أفعاله وضحـــــــا
خرسٌ لها لغةٌ لو إنها فهمـــت
لأخرست ببيانٍٍٍ أبلغ الفصـــــحا
ماذا نقول إذا راحت تساءلنا
يا معشر الفكر فيم الفكر قد سرحـــا
أضاع في الشك حتى ناء منطقـه
عن الحقيقة فيما ظن أو شرحـــــــــا
هل السعــادة ليـلٌ أنـت تصرمه
بما اشتهيت وتعنا إن صحوت ضحى
وما السعـادة إن أخرست زقزقـة ً
أو دست زهرة روضٍ تنشر الفرحــــــا
أو تصنع الغار من حزنٍ و من ألم ٍ
فما يـضيرك من دارت عـلـيـه رحــى
من أنت ما لك مسبيا ًعلى عجل ٍ
و ما أمامك غير القبر منتدحـــــــــــا
أم أن ظننتك في ذا الكون منـفرد ا
قد جازك النظم منسيا ًو مطّرحــــــا
و أنت أنت الذي من أجله انتظم
كل النواميس ما قد غاب أو صرحــــا
لولاك ما أبدع الرحمن معجــزة
من أجل عينيك ماذا قد بنى و دحـ ـا
فالبحر لولاك ما ماجت خواطــره
والشمس ما ضحكت والبدر ما سنحا
و الصخرما انبجست عينٌ به طربا ً
أو أنه غضباً في لحظة ٍقدحــــــــــــا
و كم تربّعت في عرش و مملكــــةٍ
من أجلك الكل فيها طائعا ًكدحــــــا
و كم أحاطك حرّاسٌ جهلت بهـم
فما دفعت لهم أجراً ولا منحـــــــــا
من أنت يا سرما في الكون من صخب
ٍيا من تخاصم فيه العقل واصطلحـــا
أأنت من جعل الأصنام آلهــــــةً
و الكلب و الذئب في هاماتها سلحــــا
و أنت من ذلّه دهرٌ وعاث بـــه
و تحت نير طغاة الشر قد رزحـــــــا
قد هدّك الظلم مسكيناً و مضطهـداً
أو ظالماً جائراً مستكبرا ً وقحـــــــــا
متى ستعرف مَنْ مِنْ أين كيف و ما
ماذا إلى أين هل و الجهل قد رزحــــا
ما قصّر العقل عنها عاجزا ًأبـــــداً
بل فوق ما سألت كم مرّةٍ رجحـــــــا
لو لم يكن هو أهلا ًلم تكن وجــدت
فهو الدليل عليها إن صفا لمحــــــــا
ما العمر إلا طريقٌ أنت سالكــــه
دليلك العقل إن ناصحته نصحــــــــا
فاربأ بعقلك أن يغتاله زمــــــــن ٌ
قد عشعش الجهل فيه والهوى جمحا
يا صاحبي إن هذا الليل يسترنــــا
كم لاعنٍ له مخزيّ ٌإذا اصطبحــــــــا
لا يخدعنّك من ظلوا بظلمتــــــــه
فقصّروا أو أطالوا ملبسا ًو لحــــــــى
أو يجرمنّك مقهورٌ به قنــ ـــــــط
إلى الحقيقة أن لا تكدح الكدحـــــــــا
فاليأس أخبث سهمٍ إن أصاب فتـى
كالصلّ ينهش في قلب الذي جرحــــا
و الصبح آت ٍقريب ٌبان أولــــــه
في عين كل حبيب ٍعندما نزحــــــــا
و الموت فجرك فاسر الليل مجتهـدا
ألا تنام فمن قد نام ما ربحـــــــــــــا