هذا الليل المشكاةْ
لحظة َتدخلُ حَدْبَتهُ
يَنسربُ الساكنُ في كرياتكَ
فوقَ شرايين المرآةْ،
تتفصّدُ روحُكَ عن أنواتٍ
كانتْ تتشرنقُ فيكَ نهاراً
تغزلُ كالقزِّ لكَ الكلماتْ
أردية ً
تتشرنقُ فيها
تخرجُ للشارعِ مَرْضيّاً بعضَ الشيءِ
رَضِيّاً
وتُسالم كلَّ الطرقاتْ.
لحظة َ تدخلُ حَدْبَة َ هذا الليلْ
تتفتّحُ في مشكاةِ الروح ِ دروبُ الذاتْ،
تتفصَّدُ عن أنواتٍ
تنبتُ حولكَ أشباهاً،
ليسَتْ أشباهكَ بالمطلق ِ،
لكنْ....
فيها منكَ ومنْ آخرَ تجهلهُ،
لا تجهلهُ بالمطلق،
فيها منكَ ومنهُ ومنْ
هذا الليل ِ صفاتْ.
هذي
أنواتٌ تتحلّقُ حولكَ
في خيمةِ هذا الليل ِ
تضيءُ بزيتكَ هذا الشرقيِّ
لَهاةَ المشكاةْ،
يبصرُكَ الليلُ الأحدبُ رغمَ عماهُ
وتبصِرُهُ..
وحدَكَ منْ يُبصِرُ في هذي اللحظةِ
أصداءَ المرآةْ،
وحدَكَ من يدخلُ للبعدِ الثالثِ للأشياءِ
ويقرأ كلَّ تفاصيل ِ الأشكالْ
وحدكَ من ..
لكنْ هيهاتْ..
يتبدّى الآنَ الخيطُ الأبيضُ فوقَ سوادِ
العينينِ عَميّا،
تتهجّى فوقَ مساحتهِ
معنى المأساةْ
إذْ تلبسُ جبةَ هذا الأبيض ِ
كي
تأخذ َ شكلَ الملهاةْ
تنسلُّ الأنواتُ إليكَ مخالسة ً ،
تهجعُ
فوقَ بياض ِ الكُرَيَاتْ.
تتبدّى الشمسُ
تصبُّ حميماً كالمُهْل ِ على عينيكَ،
فتخرجُ للشارع ِ عرياناً
مَرَضيِّاً بعضَ الشيءِ
قصيّا
تخلعُ
عن قدميكَ الطرقاتْ،
تركلها
وتدورُ حَفِيّا،
تسبحُ حُرّا ً
مأخوذا ً بمداراتِ النور ِ اليغشاكَ صفيّا
في ملكوتْ الذاتْ.