الخميس ١٦ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم عبد الكريم أحمد أبو الشيح

مرايا العتمة

العتمة ُ تفرغ ُ أسودها في الأشياءِ، تسوّي
ما بين الراكض ِ في الأحلام ِ
وبينَ الراقد في التابوتْ.
باردة ٌ هذي العتمة ُ..مصمتة ٌ
كجدار ٍ في بيتٍ مهجورْ
كفراغ ٍ صُبَّ بجمجمةِ الوقتِ وهيأ عقربها ليموتْ.
العتمة ُ بــــــاردة ٌ....
وزقاق الضَوء الضيِّق تملؤهُ
أشباحٌ داكنة ُ الشهوةِ والرغبوتْْ
أشباحٌ تتلصصُ
تصطادُ فراشات الأحلام التعبرُ منعطف العمر ِ
نفتـّشُ عن سرِّ القنديل الطاغوتْ.....
أشباحٌ ومرايا
وصبايا تتكاثرُ فوق جدار العتمةِ
مثلَ فراشات تشهقُ فوق رحيق القنديلِ ومن ثمّ تنوسْ
تفزعُ في قلب المرآة امرأة ٌ
تشهقُ
 
تـُهرَعُ
تلكَ المرأةُ....
تفرغ جوربها ممّا فيهِ
وتدخلُ في غابات النوم على قلق ٍ
تنسلُّ ببطءٍ نحو تخوم ِ الحلم ِ
وتَنْسُلُ خطوتها
من فوق رصيف الذاكرة المنحازةِ للنسيان ِ وللعتمةِ
تتلو بعض الأوراد على الجسد المكنوز بحمـّى الشهوة ِ
تغسلهُ
باللون المتخمّر في الياقوتْ
تمسح بالضـَوء المنحوتِ على شكل ثعالبَ وطواويسَ
ورَيْقاتْ التوتْ
ترتعشُ المرآةُ قبالتها
وتفيضُ أنيناُ كالبخورْ
تستسلمُ للمرآة ِ لسقسقة ٍ تنسلُّ بشريان الوقتِ وتغفو
تغفوووووووووو تلكَ المرأةُ
تحلمُ أنّ المرآةَ تطيرُ وأنّ العتمة َ تابوتْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى