الخميس ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم
مئةُ عامٍ من الزمهرير
إلى الشاعرة نازك الملائكة
حزينٌ مثلُ عُذقِ النخلةِ المُعتلِّ بالثَمَرِأهُشُّ الريحَ عن وجهيأُداري الجُرحَ في نَظَريٍأرى الأفلاكَ كُلٌّ في مَدارِوأنا مدارٌ طاعنٌ في لُجَّةِ السَفَرِأرى الغَيمات كالنَغَماتِ هازجَةًأرى الأمطارَ كالأشجارِ عاريةًوأسمعُ دبكَةَ النَسمهوإنشادَ البُروقِ وبوقَ الرَعدِ سيّافاًيطاردُ لاهثاً نجمهأرى الجَوزاءَ والميزانَعند الجَديِ والعذراءِ في سَمَرِأرى وجهَ الحبيبةِمن رقى نهرَ الدموعِ فصارت زورقاً يجريوجَسَّت وسطَ أهدابِ الثُريّا من مَفاتِنِهاتداويها من اليَرَقانِ بالسَهَرِأرى الرائحَ كالغادي يعانقُ نشوةَ الغابهويلعقُ لذّةَ النسرينليغرُزَ في الشَذى نابهأرى كبشَ المَجَرَّةِ جَرَّهُ السَرطانُ مُتّهَماًفأشعُرُ بالتَوَجُّعِ قاطعاً نَحَريأهذا في الرياحِ ونحنُ أهلُ الدارِفي لهوٍ عن الخَبَرِ؟حزينٌ مثلُ مَن تَرَكَتهُ كواعبُ الدُرّاجِنصلاً يائسَ الخَفَقانِ بين الريحِ والشَجَرِأناْ المُستشهدُ الجانيومَن أسبَلَ جفنَ القلبِ كافوراً لكَفّانيوأسلَمَ حُزمَةَ الأضلاعِ قضباناً لسَجّانيأناْ الباني صُروحاً ناطحاتٍمن حبيباتٍ وأحزانٍ وأوزانِأناْ الشاربُ من نهدِ السرابِ حليبَهُ المختومَ بالكَدَرِفلِمْ أشدو كراعي البَدوْيناغي الرملَ والرمضاءَ مُنكَبّاً على الوَتَرِ؟وذا كأسي بلا شَفَةٍ تُمازحُهُهشيمُ الجيدِ مَحنِيّ التجاعيدِيلوذُ بمقعَدٍ ثَمِلٍ كمُحتَظِرِألا ياضاربَ الناقوسِ كالمجذوبِ بالحَجَرِترفّقْ ناسِكٌ يُضنيهُ هذا الجَلدُ وانتَظِرِإذا ماجَنّهٌ الدَيجورْورتّلَ سورةَ القَمَرِ
إلى الشاعرة نازك الملائكة